السلام عليكم .انخفض مؤشر سهم الحياء كثيرآ في سوق الاخلاق بمجتمعاتنا الاسلامية في زماننا هذا وارتفع بدلآ منة سهم الانحلال والتبرج وغيرها من اسهم سوء الاخلاق. والذي يستغرب منة المحللون الاخلاقيون هو ان المفروض الذي يحدث ان يرتفع سهم الحياء على كافة الاسهم خصوصآ في السوق الاسلامي لان الخبير الاخلاقي والمؤدب الرشيد والمعلم المخلص والقدوة لعلم الاخلاق صاحب الخلق العظيم محمد بن عبدالله صرح في سنتة النبوية بأن (لكل دين خلق وخلق الاسلام الحياء) . لذا من المفترض ان يشتري كل مسلم من هذا السهم وحينها سيكون من الرابحين في السوق لانة اشترى في المكان المناسب بل أنة سيجر ذلك السهم اسهم اخرى للربح فقد اخبرنا معلمنا ان (الحياء لايأتي الا بخير) لذا ينصح المحللون الاخلاقين ان يدخل كل مسلم سوق الاخلاق الحميدة وان يتقلبوا في الخير باستثمارهم في تلك الاسهم الرابحة وخصوصآ سهم الحياء لان من خلالة تحصل على كل عمل صالح حتى لو كنت لم تقصد القيام بة!!!!
ان ما جعلني اكتب عن هذا الموضوع هو تراكم مشاهد مؤسفة واحداث خارجة من ثوب الدين والعادات والتقاليد الحسنة وآرآء وافكار من نسج الشيطان الرجيم الذي اخرج ابوينا من الجنة بوسوستة لهم بأن يأكلوا من الشجرة التي ما ان اكلوا منها حتى بدت لهما سوئاتهما التي كانت مستورة بلباس { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } : أخذا يلزقنا عليهما من ورق الجنة ليستترا به ماظهر من سوئاتهما
فهذة هي غاية الشيطان واعوانة من الانس
والطعام المكشوف سيخرب وينهشه الذباب والحشرات حينها يكون لاخير فية اذا لم يستر بغطاء ويمكن ان يأتي ذئب بشري ويستبيح حرمتة اذا لم يستر جيدآ وصاحبة غفل عنة.
وللحياء مجالات عدة وفية كلام كثير والمجال لايتسع لذكر ماكتب عن الحياء وارجوا الرجوع لمحرك البحث لنقرأ المزيد عنة ولكني سأطرح منة ما هو شائع
فانك عندما تخرج من بيتك الى الشارع اوتشاهد احدى القنوات الفضائية الهابطة في الاخلاق ترى ما يستفزك من مظاهر قلة الحياء .
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو (رضي الله عنه) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ماشئت)) رواه البخاري . فمن قل حياؤه قل ورعه وصدر منه من الأعمال والأقوال أمام الآخرين مالا يليق دون أن يحسب لذلك حساباً
وهذا الامر خطير... فهذا يعني ان من قل حيائة قل ايمانة ففي الحديث "الحياء والإيمان قرناء جميعًا فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر" أخرجه الإمام المنذري في الترغيب والترهيب 3/350- وإسناده حسن وقلة الايمان في المجتمع المسلم لايرضي الله ورسولة صلى الله علية وسلم ومن لم يرضى الله عنة يكون عرضة للشيطان يوجهه اينما شاء ومن كان ولية الشيطان فهو من الخاسرين فهل نريد ان نكون من الخاسرين كما سبق في السوق ؟ طبعآ لا.
فقد يذهب طلي (وعذرآ على المثال لاني لم اجد اكثر قربآ من ذلك الا هذا) يسوق نعجتة المتبرجة الى السوق او في نزهة ليراها من يسوى ومن لا يسوى !!! وهو راضي بأن يشاركة الموجودين في نعجتة التي هي لة وحدة دون سواة بالنظر اليها والى زينتها!!! يعني طلي ديوث .
والحياء ليس لة جنس معين يتصف بة فهو للرجال والنساء ولكن من اكثر المشاهد التي تستفزني في القنوات الفضائية والاسواق وغيرها انة ينتهك من اكثر مخلوق يجب ان يتصف بة وهو المرأة..
فالمرأة هي منبع الحياء وهي البئر الذي يستخرج منة الحياء وهي حاملة لواء الحياء بين المخلوقات بعد نبينا محمد صلى الله علية وسلم. وان انقصت منة شيئآ فانما انقصت من قدرها ومكانتها في المجتمع . وهنا اذكر قصة تدل على نوع من انوع ذلك النقص .. كان هناك داعية اسلامي يدعوا للحجاب في محاضرة لة باحدى الدول العربية حضرها عدد من النساء بعضهن من غير المحجبات فقامت احداهن معترضة على الحجاب وسط تعجب من الحضور على جرأتها او بمعنى آخر بجاحتها وانة ليس الزامي في الدين فكان رد الشيخ عليها اكثر عجبآ وذكائآ فقال لها انتي يسقط عنكي الحجاب!! فلا تتحجبي!! فاندهش الحضور من ذلك الرد ولكن عرفوا ان ورائة امر فقالت المرأة كيف تدعوا للحجاب قبل قليل والان تقول لي لاتتحجبي؟ فقال لها ان الخطاب الذي امر فية الله نبية بالاخبار عن وجوب الحجاب موجة للمؤمنات فقط قال تعالى في احدى ايات الحجاب ) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِن) النور 31 فإن كنتي مؤمنة فيلزمكي الحجاب وان كنتي معترضة علية فانتي معترضة على امر الله وهذا امر ينافي الايمان فالمؤمنات فقط يتحجبن اما غير المؤمنة لايلزمها الحجاب
ولن اذكر امثلة على المظاهر السلبية التي نعرفها ونشاهدها فهي كثيرة جدأ ويمكن ان نعرف انها خطأ واثم اذا طبقناها على الحديث (البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع علية الناس) ولكن سأذكر المظاهر الايجابية للحياء. وابدأ باحسن الخلق خلقآ وخلقآ صلى الله علية وسلم فقد كان اكثر حيائآ من البكر في خدرها.. وليس بعد هذا الوصف وصف فهو ابلغ ماسمعت عن وصف مخلوق لمخلوق آخر بذلك الخلق.
ومن النساء هذة مريم بنت عمران وحيائها في قصتها مع الملك حين ظهر اليها ليبلغها بأنها ستحمل حيث قالت.. (قالت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) (18) سورة مريم
وهذة السيدة الخلوق خديجة بنت خويلد فقد كانت غنية ولكنها لا تزاحم الرجال بجسدها الشريف في الاسواق ولم تحضر غداء عمل مع غير المحارم ولا تسافر لعقد صفقات تجارية او لتغطية اوحضور حدث معين او حتى تتحدث مع الرجال في غير الضرورة حتى لو كانت الغاية مالية فقد سخر لها الله عندما علم بصدق نيتها في عدم الاختلاط بغلام امين اسمة ميسرة ليدير تجارتها بل ان الله زاد في اكرامها بفضل قوة نيتها تلك في ان ابدل ميسرة الامين بخير خلقة اجمعين القوي الامين قبل ان يبعث صلى الله علية وسلم . فمن ترك شيئآ لله عوضة الله خيرآ منة
وهذه امنا ام الؤمنين ايضآ عائشة رضي الله عنها(كنا إذا أقبل الركبان سدلنا الغطاء على وجوهنا,,فإن تجاوزونا كشفنا (هذا وهي ام للمؤمنين فكيف بالتي ليست ام او اخت اوعمة لمن يراها !!! هذا هو خلق الاسلام الذي حث علية .
وهذة المرأة التي طلبت من رسول الله ان يدعو لها بالشفاء من الصرع وخيرها صلى الله علية وسلم بين الشفاء والجنة وكيف انها اختارت الجنة غير انها تريد العفة وان لاتتكشف عورتها ... لله درها... والله ان فعلها اكثر رجولة من افعال اناس يعدون من ضمن الرجال في زماننا هذا واكثر انوثة من نساء يتكشفن من دون مرض!!!!
وايضآ من الامثلة على الحياء في النساء وهي كثيرة ان عبدالله بن الزبير تقدم لخطبة امرأة فكان شرطها في العقد ان لا يمنعها من الذهاب للمسجد فقبل بذات الدين تربت يداة ولكنة اراد لها الافضل وهو الصلاة في بيتها وفي نفس الوقت لايمنعها من الذهاب للمسجد ففكر في حيلة لذلك . فسمح لها يومآ بالخروج للمسجد للعبادة فخرج في اثرها متنكرآ بزي رجل غريب واقترب منها وقام بقرصها بيدة (هذا وهو زوجها .. اما الان الغريب يعاكس بافظع من ذلك وبدون خوف من الله ثم من الناس) فما كان منها الا ان عادت مسرعة لبيتها فلما عاد سألها عن سبب رجوعها فذكرت لة ماحصل وان الطريق لايؤتمن وقالت انها ستعبد ربها في بيتها!!. بل ان الحياء لايقتصر على دين معين فقد كان من صفات العرب حتى في الجاهلية . فهذا عنتر بن شداد في الجاهلية يفتخر بحيائة ويقول: ان بدت لى جارتي غضضت الطرف حتي تواري المكان.
وفي الختام علينا ان نعمل ايها الاخوة والاخوات على افشاء الحياء وذلك بغرسة في عقول ابنائنا وبناتنا غرسآ لاينساة أي منهم حتى لو بالشدة لانة اساس كل خير ونحن نحب لابنائنا الخير فيجب ان لانتهاون في اصلاح سلوك الابناء ان رأينا منهم سوء خلق فوالذي نفسي بيدة اني ولله الحمد نشأت في بيئة لو اضاع الابن لابية مليون ريال اهون من ان يسوء خلقة او يقل احترامة .
فالله الله يا اخواني واخواتي بالاهتمام في افشاء ذلك الخلق الرفيع في مجتمعنا وفي ابنائنا فإذا اردنا ان نرى خيرفي ابنائنا وبناتنا فلنعلمهم الحياء فهو اولى من تعلم القرأة والكتابة فالرسول صلى الله علية وسلم الذي وصفة ربة بانة على خلق عظيم .. امي..
ونسأل الله حسن العمل وحسن الخلق
دمتم بحفظ الله