قصة من تأليفي

صدمـــــــــة


بينما كنت أسير فى الشارع الذى أعيش فيه ذاهبا إلى كليتى فى ساعة من ساعات الصباح إذ وقفت أمام سيارة صدمت أمرأة عجوز أرادت أن تعبر الشارع بلهفة إلى ولدها الذي تنـــادي بإسمه وتتقول ليس هو المقصود , فوقفت أمام المشهد أراقب ما قد يحدث وأبحث عن ولدهــا , وإذ بصدمة في قلبي حينما رأيت شابا فى ريعان الشباب يضربه ضابط .
وإزدادت حسرتى حينما علمت أن هذا الشاب هو ابن السيدة التى صدمتـــها السيارة , نظــــــرة العجز المتبادلة بين الولد والأم من شرفــة قسم الشرطة وهى تقف من الصدمة على الأسفلـــت كانت مليئة بالأسي والحزن .

أحسست بأن الأم تريد أن تروى عينيهــا من ولـــــدها , ولكــــن أترويهما من وجهه الذى تهكم من كثرة الضرب ؟ أم من دمائه التى ملئته ؟

وقفت أقول فى قرارة نفسى ... ماذا فعل هذا الشاب من أجل هذا العقاب ؟ وهل جزائنا أن يحمينا مثل هذا الضابط ؟

وقفت دقات ودقات والموقف والموقف يدور أمامـــــي دون أى حواجز , حتى أتى شرطـــــــى صغير همهم في أذن الضابط بكلمات لم أفهمها حتى أحمر وجهه , وتغيرت نظراته , وصرخ قائـلا كيـف لــم يكن هو المقصود ؟
وتركه متشبسا بالشرفة كطائر أنقذ من الغرق فخرج من الماء طالبا السكين وأنصرف الضابط والمجتمع يصوب نظراته إلى كل منهمـا , حتى أتى رجل ضخم فحمل الشاب إلى الداخل حتـــــى إلتهمتـــــــــــم الشرفة .

هذه القصة للكاتب المصري (( أحمــــــــد سليمـــــــان )) , بجامعة كفر الشيخ