-----(( النداء الأخير........!))-----
كان جالسا على كرسيه في المطار في انتظار الصعود للطائرة مغادرا بضع سنوات من العمل ...... منهيا هذه السنوات الطوال .....
الوطن .. كلمه دلالتها أكبر من قولها إنها المواطن بل الطين الذي بنى به أحلامه الطوال على مدى عمره كله
تربته مياهه ثماره التي أنبتها هذا الثرى .... أفكاره ..... أحلامه ..... حب عمره .... التغيير للأفضل ....
رشف رشفة من فنجان القهوة وذابت نفسه فيها وكأنه قد تبدل به المكان والزمان اتكأ على كرسيه يطالع لوحة إعلانات الرحلات وكأنه لم ير بها شيئا
فقط ذكريات
- صحبتك السلامة .. أرجو أن تطمئننا حين تصل بالسلامة – كم ممن ودعه يا ترى سيكون في انتظاره ؟-
من منهم سيعنيه سلامته قبل ما حققه من انجاز له أو لغيره ؟
لازالت ملامح أبناء أخته الصغار تداعب خاطره وكيف أنهم بكوا كثيرا حين قرر الهجرة .. وأصدقاؤه الذين تجمعوا لتوديعه .. كيف هم الآن ؟ هل تبدلت ملامحهم ؟
- النداء الأخير للرحلة رقم ..... والمتجهة إلى .....-
قطع صوت الإعلان بهذه العبارة حبل أفكاره وشريط ذكرياته معلنا لحظة وداع ولقاء
وداع لسنوات تحمل في طياتها ما تحمل من عثرات وإخفاقات
ولقاء بأناس أقرباء يخشى أنهم أصبحوا غرباء
حمل حقيبة يده ووقف يجر الأخرى حتى وصل إلى شباك جوازات السفر
ونظر إليه الضابط بعدما فتح الجواز وقال في تعجب .......
خروج نهائي ؟
أبتسم وقال نعم للأسف ........
وتعجب الضابط من تبسمه بالرغم من أسفه على الذهاب ولم يفهم أنه كان في خاطره أنه
" مادام في الجسد أنفاس تدخل وتخرج ( لم يفت الأوان لنبدأ من جديد ) "
عبر بوابة المغادرة ثم وقف مرة أخيره وخلع نظارته الشمسية ونظر خلفه نظرة ممزوج فيها الأسف بالحافز على مواصلة الطريق ولم يعلق بباله سوى سؤال واحد
هل فات الأوان لتبدأ من جديد ؟؟!!
ارتدى نظارته وواصل السير وفي كل خطوه يقول....... لا لم يفت..... لا لم يفت ........